اللغة العربية من أقدم اللغات المكتوبة والمحكية، ولقد زادها الله شرفا حين خصها وجعلها لغة كتابه الكريم..
ومنذ ذلك الحين قدر لها أن تكون لغة فصيحة على الرغم من تحديات الزمن، وأصبحت مقصد كل مسلم عربي و أجنبي ،ومنهل كل مريد ..
ولكن هل ما زالت الفصحى تحتل هذه المكانة بعد زحف اللهجات العامية ؟ أو أن الظواهر الاجتماعية ،وفساد الألسن ،والاحتكاكات الإنسانية
جعلت من العاميّة لغة تزاحم الفصحى مكانة وتعتدي عليها ؟؟؟
إن انتشار العاميّة وطغيانها على الفصحى أدى إلى إضعاف الفصحى في عقول و ألسنة أبنائها، مما أوجد بيئة لغوية مستضعفة تتسلل إليهامفردات اللغات الأجنبية؛ يصعب على العربي سليقة تقبلها " هلو، هاي ، باي ، ميرسي" كما يصعب على أبناء اليوم تقبل : " السلام عليكم ، جزاكم الله خيراً ،
أستودعكم الله " ليس لأنها من العربية الفصحى..؛ بل لأن المتكلم أصبح يشعر بتكلف وجهد لفظي لنطق مثل هذه العبارات، وما هذا إلا لأن العامّية احتكرت جهاز النطق فأصبح عبداً لها ، وشقّ عليه أن ينطق بما تقتضيه الفصحى من مخارج الحروف والأصوات...
وهنا نلتقي مع حافظ ابراهيم حين عبّر عن واقع اللغة العربية قائلاً:
أيـهجرني قومي عـفا الله عنهـم إلى لغـة لم تتصـل بـرواة
سرت لوثة الافرنج فيهم كما سرى لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضمّ سبعين رقعـة مشكّلـة الألـوان مختلفات
كيف لنا أن نتصور أن يكون هذا حال اللغة العربية التي يفترض أن تكون قوميّة ، وأن تعبّر عن مزاج المجتمع العربي وشخصيته ..
فبدلاً من أن نرتقي إلى الفصحى، نجد جهوداً خفيّة تناضل لتزاوج بين العاميّة و الفصحى، وخير دليل انتشار الشعر العاميّ في وسائل الأعلام،
والثقافة المكتوبة و المقروءة والمسموعة ، وهذا ليس إلا وليد الانعزالية الثقافيّة ؛ فالعربي عامّة لا يفقه كل اللهجات العاميّة.
ولا يخفى علينا أن انتشار العامية سبب في جمود العقل العربي؛ الذي أصبح يعوقه فَهْم أبسط المصطلحات، سواء العلميّة أو الأدبيّة أو الدينيّة،
مما اضطر كثيراً من المفكرين والأدباء والدعاة إلى استعمال هذه اللهجة في وسائل الإعلام سواء المسموعة، أو المقروءة، بحجة أنها أكثر عفويّة وصدقاً
وتقبّلاً لدى الناس.
هذه مشكلة لم تخف على أصحاب اللغة والمتخصصين بها ..فذهب بعضهم إلى تآليف جديدة في النحو واللغة بدعوى أن كتب النحو القديمة
عقيمة ولا تماشي ذوق المتعلم المعاصر... فلم تغير من وضع العربية ، اللهم إلا أنها عمقت ضحالة رؤية المتعلم للمادة العلمية .
وبعضهم أخفق في التشخيص ، كما يئس البعض الآخر؛ واكتفوا بالقول إن اللغة العربية الفصحى تصلح لأن تكون لغة صحافة وأدب وثقافة
ولا تصلح أن تكون لغة حديث يومي...!!!
ومنذ ذلك الحين قدر لها أن تكون لغة فصيحة على الرغم من تحديات الزمن، وأصبحت مقصد كل مسلم عربي و أجنبي ،ومنهل كل مريد ..
ولكن هل ما زالت الفصحى تحتل هذه المكانة بعد زحف اللهجات العامية ؟ أو أن الظواهر الاجتماعية ،وفساد الألسن ،والاحتكاكات الإنسانية
جعلت من العاميّة لغة تزاحم الفصحى مكانة وتعتدي عليها ؟؟؟
إن انتشار العاميّة وطغيانها على الفصحى أدى إلى إضعاف الفصحى في عقول و ألسنة أبنائها، مما أوجد بيئة لغوية مستضعفة تتسلل إليهامفردات اللغات الأجنبية؛ يصعب على العربي سليقة تقبلها " هلو، هاي ، باي ، ميرسي" كما يصعب على أبناء اليوم تقبل : " السلام عليكم ، جزاكم الله خيراً ،
أستودعكم الله " ليس لأنها من العربية الفصحى..؛ بل لأن المتكلم أصبح يشعر بتكلف وجهد لفظي لنطق مثل هذه العبارات، وما هذا إلا لأن العامّية احتكرت جهاز النطق فأصبح عبداً لها ، وشقّ عليه أن ينطق بما تقتضيه الفصحى من مخارج الحروف والأصوات...
وهنا نلتقي مع حافظ ابراهيم حين عبّر عن واقع اللغة العربية قائلاً:
أيـهجرني قومي عـفا الله عنهـم إلى لغـة لم تتصـل بـرواة
سرت لوثة الافرنج فيهم كما سرى لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضمّ سبعين رقعـة مشكّلـة الألـوان مختلفات
كيف لنا أن نتصور أن يكون هذا حال اللغة العربية التي يفترض أن تكون قوميّة ، وأن تعبّر عن مزاج المجتمع العربي وشخصيته ..
فبدلاً من أن نرتقي إلى الفصحى، نجد جهوداً خفيّة تناضل لتزاوج بين العاميّة و الفصحى، وخير دليل انتشار الشعر العاميّ في وسائل الأعلام،
والثقافة المكتوبة و المقروءة والمسموعة ، وهذا ليس إلا وليد الانعزالية الثقافيّة ؛ فالعربي عامّة لا يفقه كل اللهجات العاميّة.
ولا يخفى علينا أن انتشار العامية سبب في جمود العقل العربي؛ الذي أصبح يعوقه فَهْم أبسط المصطلحات، سواء العلميّة أو الأدبيّة أو الدينيّة،
مما اضطر كثيراً من المفكرين والأدباء والدعاة إلى استعمال هذه اللهجة في وسائل الإعلام سواء المسموعة، أو المقروءة، بحجة أنها أكثر عفويّة وصدقاً
وتقبّلاً لدى الناس.
هذه مشكلة لم تخف على أصحاب اللغة والمتخصصين بها ..فذهب بعضهم إلى تآليف جديدة في النحو واللغة بدعوى أن كتب النحو القديمة
عقيمة ولا تماشي ذوق المتعلم المعاصر... فلم تغير من وضع العربية ، اللهم إلا أنها عمقت ضحالة رؤية المتعلم للمادة العلمية .
وبعضهم أخفق في التشخيص ، كما يئس البعض الآخر؛ واكتفوا بالقول إن اللغة العربية الفصحى تصلح لأن تكون لغة صحافة وأدب وثقافة
ولا تصلح أن تكون لغة حديث يومي...!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق