الاثنين، 21 يوليو 2008

قالت لى


لعلها كانت امرأةً من ذلك الزمن الجميل... ذلك الزمن الذي حسبته ولى ومضى... بل أحسبه عائداً بحول الله ..بصحوة العديد من الأسماء وتحولات أبصرتها كلما مشيت في الطرقات وعددت الفتيات العاريات.. والفتيات المكسوات وأقول في نفسي كلٌّ سائرٌ إلى خيرٍ إن شاء الله....

ذلك الحب الذي عصف بقلبي يوماً ودعته.. كنت أظن نفسي غير قادرةٍ على ذلك ...ولكن قدرة الله فوق كل شيء ..ذلك الحب الذي ملأ قلبي مسح وعصف به وعوض بحب أقوى وأحلى وأطيب وأدوم وأسعد ألف ألف مرة...

حب الله ورسوله والالتزام بما يمليه علينا من طاعة وانصياع من دون جدالٍ ولا نقاش..

كتبت جملة على واجهة هاتفي الخاص أقرؤها كلما فتحته وأغلقته.. جملة أضعها نصب عينيّ مثلما أضع العديد من الأحاديث الأخرى التي أضحت تجلجل في أذني....

تلك الجملة هي " من كان الله في قلبه لن يرى إلا ما يرضي ربه "

حب الله جعلني أشعر أن ما في هذه الدنيا حباً يضاهي ويساوي تلك المحبة.. حب تبعته راحة لم أشعر بها قط في حياتي..

حتى حجابي جاء عن قرار كان فيه من العقل واستفتاء النفس الشيء الكثير وليس موضة عصر كما تعتبرها بعضهن..

بعدما كنت أستيقظ على هموم تعصف برأسي في كل أول ثانية أصحو فيها من النوم..صحيح أني كنت أذكر الله دائماً في نفسي وفي قلبي لكني كنت أسرف في الذنوب وأنسى وأتناسى وأعلل..ويقف الشيطان أمامي مزيناً كل خطاياي ويصرخ بي وكنت أنفذ وأنصاع وأمضي ..كانت هناك لحظات سعادة لكنها كانت لحظاتٍ خاويةً سريعاً ما تزول..ما فيها بركة ..

حب الله الذي ملأ قلبي جعلني أشعر بقيمة الآية

" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "

صرت أضحك من كل قلبي صرت أبتسم دائمًا ًوأقول ما ابتلاني الله إلا ليمتحنني وما حرمني إلا ليعطيني وما من شيء في هذه الدنيا مسخر إلا لنعبد الله ونحبه من خلاله..

التلفاز لمشاهدة شيوخنا وعلمائنا والنهل من مجالس علمهم وحبهم وحب الله والرسول عن طريقهم..

العمل والإخلاص فيه لا يخرج منه إلا بركة في المال والأبدان ونهوض بالوطن..الإنترنت للبحث والتنقيب عن كل ما يخص ديني وعمل خير توجهني له بحوثي..طعامي وشرابي أشكر عليهما ربي كلما تذكرت المحرومين ودعوت لهم.. مأواي وفراشي ووسادتي في الشتاء القارس أحمد الله عليهما كلما أويت إلى فراشي ..

كتاباتي ومحاولاتي الشعرية انتحت هي أيضاً منحى آخر مختلفاً أحمد الله عليه . صرت أكتب لله ولكل شيء جميل وهبنا إياه.

أجهزتي الألكترونية لا أسمع من خلالها إلا ما يرضي ربي تسجيلات من القرآن أناشيد دينية أذكار يومية دروس تشحذ عقيدتي وتقوي عزيمتي وتجدد إيماني وتقوي حبي لله لأن القلوب في إدبار وفي إقبال كما في حديث نبينا ألزم الفرائض عندما أشعر بقلبي يدبر وأزيد على النوافل عندما أراه يقبل..

هاتفي الخاص أختار له خلفيات من الصور والأحاديث التي تذكرني بعظمة الله حتى رناته أجعلها تشدو بمكة وبالنبي..كلما رن هاتفي تطرق أذني تلك المقطوعات العذبة تداعب ركود نفسي وتذهب عني ذلك الشيطان المترصد بي فلا تلزم الشياطين الغافلين العاصين لأنها اطمأنت على" ران" قلوبهم وغفلتهم ولكن تعمل على المؤمنين لتعبث بإيمانهم وتلاعبهم بأمور الدنيا الصغيرة وبمحادثة النفس بمصير الغد الذي لم يتكفل بعلمه إلا الله.

أصدقائي أحاول بكل ما أقدر أن أحسن إليهم.. أن أبتسم في وجوههم..أن أجرهم إلى الخير أن أعمل فيهم صالحاً أن أتجنب فساقهم ومنافقيهم ولا أبغض أفحشهم ولكن أدعو لهم بالهداية لأني أعلم جيداً أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ..

لغتي العربية أصبحت أتعمد استعمالها كثيراً وقلّ استعمالي للغة الفرنسية التي كانت المميزة لي والمسيطرة عليّ لطبيعة عملي..صرت أتجنب استعمالها إلا للضرورة وأصبحت أتلذذ بلغتي العربية ذلك أن من أفضال ربي عليّ أني كنت بارعة فيها والحمد لله أحسبني مازلت كذلك ذلك أنه قد مرت سنون لم أخط فيها خطاً عربياً..

ولكني في هذا اليوم وأنا أكمل صلاتي لفريضة الظهر أبصرت أمامي ورقي وقلمي اللذان نادياني لأكتب جملة أولى وأنا مازلت مفترشة سجادتي وردية اللون التي أحتفظ بها كما أحتفظ بشيء عزيز عليّ يلازمني في كل وقتي لعلها تشهد لي وينطقها الله عندما يبعثنا عنده عند الحساب والسؤال والجواب..

لباسي لم أكن مرتاحة فيه كما أنا اليوم..أختار له أحلى الجلابيب والجوارب المحببة إلى قلبي وأدعو في كل مرة أضع فيها حجابي

" اللهم كما سترتني وهديتني وجملت خَلقي حسِّن خُلقي واجعلني أعمل عملاً صالحاً يقربني إليك "...

صرت أبحث عن منفذٍ من المنافذ لأثبت لصديقاتي فضل التستر وفضل الهداية والالتزام وفضل الله عليّ لرسمه على محياي راحة ما شهدت من قبلها راحة وأتمنى أن يحسسن بها كما أحس بها اليوم..

ذكرياتي التي مرت و كنت غافلة فيها صارت في بالي لا تساوي شيئاً أمام فضل ربي عليّ ومنه أن يسر لي زيارة بيته والاعتمار به ولمست بوجهي ويدي الكعبة المشرفة والحجر الأسود وخطت قدماي الروضة الشريفة وجبيني سجادها الأخضر وشربي من ماء زمزم وصلاتي في أول مسجد في الإسلام مسجد قباء وطلوعي جبل أحد ومشاهدتي لمقبرة الشهداء في البقيع ..وغيرها من الأماكن المقدسة التي لا تستطيع مخيلتي أن تعدها ..

كل ذلك محا صورة كنت أتلذذها صورة عاصمة يسمونها عاصمة النور" باريس" لا بل عاصمة النور هي والله مكة والمدينة ...

محلات باريس وشوارعها وحدائقها وكل ذكرى فيها كانت مقدسة عندي أضحت كلها رفات وغباراً على أنقاض بيت رسول الله ورائحة الكعبة وشوارع مكة التي أصبحت تراودني في يقظتي وأحلامي ..أمنيتي الرجوع إليها يوماً بل والسكن فيها وماذا لو أدفن بها...

وأقول في نفسي ما عند الله كثير وليس عليه بصعب مثل هذه الأماني..

الخوف واللهفة والهموم الدنيوية انقلبت بمشيئة الله راحة وسكينة وطمأنينة بل صرت أخاف أن أحيد عن هذه اللذة التي أشعر بها وأنا أعيش بقرب ربي وأبحث عما يرضي ربي وتردد شفتاي دائماً "يا رب ارض عني فلا تسخط علي أبداً ".. ويا ربِّ مُنّ عليَّ بزيارة بيتك مرة أخرى ويا رب هب لي من لدنك عملاً صالحاً يقربني إليك..

وأهرع إلى التلفاز لأملأ عينيّ من مشاهدة الكعبة وهي تزداد نوراً في عيني وحنيناً في قلبي وأدعو الله أن يزيد بيته تشريفاً وتعظيماً..

ويرق قلبي وتدمع عيناي وأحن لصديقتي مريم... معاً اعتمرنا وفي الله تحاببنا أدعو لها في سجودي.. كما أدعو ألا يفرق الله بيننا ويجمعنا مع من نحب في الفردوس الأعلى..

وتمضي حياتي البسيطة جداً في ظل طاعة ربي ومع صوت الآذان يوقظني لبداية يوم جديد أعد فيه ما فعلت من خير أو شر من أسأت إليه ومن أحسنت وألوم نفسي لأصلحها وأحاول أن أكون من الذين قال عنهم ربي في كتابه

" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعدَّ لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا "

ليست هناك تعليقات: